-->
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي اصطفى من بين أخيار عباده وأصفيائه الأنبياء. واصطفى منهم سيدنا ومولانا محمدا سيد الأنبياء وإمام الأتقياء ثم جعل ورثتهم من بعدهم العلماء. فأكرم بهم قدوة لهؤلاء إلى يوم نلقى الله تعالى غدا في دارالنعماء.
والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال في بعض أحاديثه﴿من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين﴾ وعلى آله الطاهرين وصحبه الذي تتنور وجوههم برؤيته محيّا الرسول الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.هم قدوة هذه الأمة ونجوم هذه الدنيا المعمورة كما هو عليه مقتضى معنى ما في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم.
أما بعد: فإنه قد أسعدنا المولى الكريم بالإنتساب العظيم إلى شرف العلم حيث أن شرفنا في إحيائه بالتعلم والتعليم والتدريس والتأدي والأداء العلم الذي كان منبعه من نور الوحي الإلهي القرآن المجيد والأحاديث النبوية هو العلم الديني من بين فنونه أصولا وفروعا وما يتوسل به إلى ذلك. فإننا نشكر الله تعالى على هذه النعمة العظيمة التي قل في هذه الأيام من له الإهتمام بهذه الأهـمية في الكفائي بإطهار مشاعرهاوإضاءةأنوارهـاكنجوم هذه الكرة الأرضيـة . وهم الذين وصفهم الله تعالى بأنهم أخيار هذه الأمة وبأنهم في مثل أيامنا الأخـيرة هم الغرباء الذين مدحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه العظيم﴿فطوبى للغرباء﴾. ثم انه مازلنا نشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة وبالأخص أن يتفضل سبحانه وتعالى مدرستنا الغزالية على هذا المنهج منهج السلف الصالح لإحياء تراث التعاليم المأثورة من قدماء علمائنا الأعلام ما قد عرض به في بعض منظومة الألفية الحبر الهمام الإمام محمد بن مالك رحمة الله عليه :ماكان أصح علم من تقدمـا.
فإنني في هذه المناسبة أرجو من طلاب مدرستنا الذين في القسم النهائي القسم الثالث من العالي أن يجدّوا واجتهدوا في اقتناص المعارف فيها فإنهم في الغاية وفي الحقيقة أنهم قي مقدمة مرحلة من مراحل المسافة البعيدة القاصية، فإن هناك أمامهم درجات وطبقات بعيدة الغاية. أرجو منهم أن يكون لهم أمال عالية ولا يقتصر بما هم لديهم فلابد من اللحوق بما هو أعلى من ذلك حتى يكونوا منتسبين بالعلم وأهله آمين.
أما ما يتعلق بأسانيد الكتب التي تدرس في صفهم خاصة وغيرها فأنا أحوّل لهم ما كنت كتبت في السنوات الماضية غير مرة واحدة. وأوصي لنفسي وإياهم بالتقوى والإستقامة على طاعة المولى سبحانه وتعالى في الخلوة والجلوة وعدم النسيان بالدعاء لي. والله أعلم.
كتبه ببنانه الشيخ ميمون زبير الحاج
Posting Komentar